سياسة المُلاءَمة الثقافيّة
المجتمع الإسرائيليّ مجتمع مُتنوّع ومُركّب. لذا، علينا مُلاءَمة أنفسنا للهويّة وللمفاهيم والقيم التي تنتمي لها وتسير بحسبها كلّ فئة مِن الفئات التي تُكوّن هذا النسيج المجتمعيّ. تكفل المُلاءَمة الثقافيّة أن تكون أدوات التقييم التي نعمل على تطويرها مناسبة للفئات المختلفة في المجتمع، وألّا تؤدّي هذه الأدوات إلى حالة من الإقصاء، الانتهاك، أو التحيّز من أيّ نوعٍ كان. في هذا الإطار، تُوظِّف راما منتدى لتقديم الاستشارة حول المُلاءَمة الثقافيّة. آليّة العمل المنتهجة في هذا المنتدى بصيغتها المُحتلنة موجودة في بند سياسة المُلاءَمة الثقافيّة.
خلفيّة عامّة
تعمل السلطة القُطريّة للقياس والتقييم في التربية (راما) على تطوير وتشغيل منظومة التقييم والقياس في جهاز التربية والتعليم والتي من خلالها تُقدّم تقارير عن وضع المدارس في إسرائيل، في جوانب متنوّعة، مِن بينها: المعرفة والمهارات، المناخ التربويّ، والبيئة التربويّة. تتكوّن هذه المنظومة من مجموعة مكوّنات، من بينها: الامتحانات القُطريّة في مجالات معرفيّة/مواضيع مختلفة، استطلاعات المواقف من أنواع مختلفة، أدوات تقييم داخليّة تُقدَّم لجهات مختلفة، وأبحاث دوليّة تشارك فيها إسرائيل ( معروضةّ | تعميم منشور المدير العامّ). في المُجمل، تجمع راما سنويًّا حوالي 29 مليون نقطة بيانات (Data Points)، مصدرها قرابة 500 ألف مشارك/ة من 4,000 مدرسة ابتدائيّة، إعداديّة وثانويّة. ولهذا الغرض، تُطوّر راما سنويًّا حوالي 30 أداة تقييم مختلفة، تشمل: امتحانات إدراكيّة (تفحص الجانب المعرفيّ)، استطلاعات مواقف، استبيانات بعد الامتحانات، وأدوات تقييم داخليّة.
الغاية
من أبرز التحدّيات في خطة العمل التي وضعناها نصب أعيننا في راما، هي زيادة استثمارنا القيميّ في مختلف الفئات في المجتمع الإسرائيليّ، ومن ضمنها المجتمع العربيّ والمجتمع الحريديّ. المعيار الذي بحسبه نفحص مدى نجاعة عملنا هو قدرتنا على توفير قيمة تشخيصيّة متكافئة للتلاميذ من مختلف الفئات، وكذلك مدى استخدام كلّ فئة لأدواتنا، امتحاناتنا، استطلاعاتنا ومعطياتنا، وفي الأثر الذي تُحدثه هذه الأدوات.
وظيفة المُلاءَمة الثقافيّة هو مُلاءَمة الأدوات التي نطوّرها مع الثقافة الخاصّة بكلّ فئة في المجتمع الإسرائيليّ، وبهذا نضمن عدم الوقوع في حالات قد تستدعي الإقصاء، أو المساس والانتقاص، أو التحيّز بأنواعه. الأدوات المُلاءَمة ثقافيًّا هي أدوات تمتاز بالمصداقيّة والإنصاف، لأنّ التلاميذ يفهمون اللغة ضمن سياقها الثقافيّ، وعليه يكون التقييم أكثر دقّة ومصداقيّة. تمتاز راما بسنوات طويلة من الخبرة في مُلاءَمة أدوات التقييم التي تعمل عليها.
المُنتدى
أُنشئ مُنتدى المُلاءَمة الثقافيّة بهدف مساعدة راما على الانكشاف على تصوّرات ووجهات نظر متنوّعة خلال سيرورة تطوير أدوات التقييم.
تعيّن راما رئيس المنتدى وأعضاءه، بناءً على توصيات جهات مختلفة في جهاز التربية والتعليم، آخذةً بعين الاعتبار الدمج بين عدّة مجتمعات وفئات في جهاز التعليم الإسرائيليّ والتي تختلف خلفيّاتها الثقافيّة بشكل جوهريّ. يُتوقَّع من الأعضاء أن يكونوا على دراية عميقة بالمجتمع الذي يمثّلونه، وبالفئات المختلفة الموجودة داخل المجتمع الواحد، وأن يكونوا قادرين على التوفيق والتجسير بين وجهات نظر مختلفة، وكذلك أن يُوازنوا بين الحاجة إلى أدوات موحّدة تمكّننا من إجراء مقارنات، وبين الحساسيّات والاعتبارات الثقافيّة التي يجب مراعاتها عند هذه الفئات، وأخيرًا أن يعلّلوا الأسس التي اعتمدوها في توصيتهم.
يُعيّن الأعضاء بعد تنظيم ومعالجة أيّ حالة قد تؤدّي لتضارب المصالح، وذلك وفقًا لتعليمات المستشار القضائيّ للحكومة رقم 1.1502 ("تعيين وتركيبة اللجان الاستشاريّة العامّة وآليّة عملها").
الأعضاء
فيما يلي أعضاء النواة الأولى للمنتدى، مع السعيّ للتوسّع لاحقًا في تمثيل المزيد من الفئات المجتمعيّة:
- جمهور المتعلّمين في التعليم الرسميّ: يُعيَّن الممثل/ة بتوصية من رئيس السكرتارية التربويّة.
- جمهور المتعلّمين في التعليم الرسميّ–الدينيّ: يُعيَّن الممثل/ة بتوصية من مدير قسم التعليم الدينيّ.
- جمهور المتعلّمين في التعليم الرسميّ–العربيّ: يُعيَّن الممثل/ة بتوصية من رئيس السكرتارية التربويّة.
- جمهور المتعلّمين في التعليم الرسميّ–الحريديّ: يُعيَّن الممثل/ة بتوصية من مدير اللواء الرسميّ–الحريديّ.
- جمهور المتعلّمين في شبكة التعليم المستقل: يُعيَّن الممثل/ة بالتشاور مع المدير العامّ لشبكة التعليم المستقل.
- جمهور المتعلّمين في شبكة "بني يوسف": يُعيَّن الممثل/ة بالتشاور مع المدير العامّ لشبكة "بني يوسف".
يكون التعيين للمنتدى ثابتًا وشخصيًّا إلى أن يُستبدَل بموجب قرار من “راما” و/أو قرار العضو/ة نفسه/ها.
آليّات العمل
قبل أن تُرسل إلى المدارس، تُعرض أدوات التقييم والقياس في المجالات المعرفيّة المختلفة، لمعاينة الخبراء والمتخصّصين، بما في ذلك الامتحانات الدوليّة، الامتحانات القطريّة والاستطلاعات. ونظرًا لأنّ الكشف عن أداة تقييم معيّنة أو جزء منها قد يُسبّب ضررًا كبيرًا لراما ولجهاز التربية والتعليم، تُعتمد إجراءات العمل التالية:
- يخضع جميع أعضاء المنتدى لفحص، منعًا لوجود أيّ تضارب في المصالح، وفي حال وجوده يتمّ العمل على تنظيمه ومعالجته. تحرص راما على ألّا يكون هناك عضو يعمل في جهة قد تتأثّر من التقييم (مدرسة، سلطة محليّة أو شبكة تعليميّة).
- يُوقّع أعضاء المنتدى على تصريح الحفاظ على السرّية، والذي يشمل بندًا يؤكّدون فيه بأنّهم على علم بعواقب الإخلال بهذا التصريح، وأنّه في حال شكّت راما بتسريب المنتدى لأداة تقييم أو جزء منها، فإنها لن تتوانى عن اتّخاذ أيّ إجراء قانونيّ، مدنيًّا كان أو جنائيًّا.
- يُطلب من أعضاء المنتدى الحضور شخصيّا إلى مكاتب راما بغرض فحص أدوات التقييم التي تتّسم بالحساسيّة، مثل الامتحان القطريّ أو الامتحان الدوليّ، وموعد إجراء كليهما مُحدّد مسبقًا. كقاعدة عامّة، تحاول راما عدم إبلاغ أعضاء المنتدى مسبقًا بموعد تمرير وإجراء الأداة.
تجدر الإشارة إلى أنّ عضويّة المنتدى تقتضي التزامًا بتكريس الوقت طوال السنة لكلّ توجّه من راما، بما في ذلك الردّ الفوريّ والمتواصل. في حال نشأت خلافات في الرأي بين أعضاء المنتدى وطاقم راما، يُبذل جهد لحلّها بالتوافق والحوار، مع العلم بأنّ الكلمة الأخيرة في اتّخاذ القرار هي لراما.
سيرورة العمل
يُدار المنتدى وفق إحدى الطريقتين التاليتين على امتداد السنة:
- لقاء يضمّ جميع أعضاء المنتدى، ويقام لمرّة واحدة في السنة. خلال اللقاء تُناقَش وتُحتلن قائمة عامّة بالقضايا التي قد تكون حسّاسة لدى فئات معيّنة في المجتمع الإسرائيليّ. تعتمد راما ورئيس المنتدى هذه القائمة كمرجعيّة للبتّ بشأن إحالة بنود معيّنة للاستشارة.
- خلال سيرورة التطوير، وعند الحاجة للاستشارة، تَبادر راما ووفقًا لاعتباراتها بإحالة بنود أو فقرات معيّنة لعضو واحد أو أكثر من أعضاء المنتدى للتشاور، وفقًا للفئة أو الفئات التي قد تُبدي حساسيّة تجاه بند أو فقرة معيّنة. تحرص راما على تحديد الإطار والموعد الزمنيّ المتوقّع للاستشارة، وعلى إعلام المعنيّين مسبقًا بذلك (وفقًا لخطّة التطوير). عندما تقوم راما بإحالة بنود معيّنة للاستشارة، يُتوقّع من عضو/أعضاء المنتدى استجابة سريعة، بل وفوريّة. وغالبًا يحدث ذلك من خلال نقاش مباشر مع العضو/ة المعنيّ/ة في المنتدى، إلى جانب أطراف أخرى قد تُشارك في النقاش.
فيما يخصّ الامتحانات الدوليّة، وفي الحالات التي تستلزم فيها المُلاءَمة موافقة المنظّمة الدوليّة (المسؤولة عن تعيين مُنسّقين ثقافيين)، تجتهد راما قدر استطاعتها في تقليص عدد المُلاءَمات المطلوبة في إسرائيل، وذلك حفاظًا على مصداقيّة المقارنة مع بقيّة دول العالم.
صلاحيّات المنتدى
عمليّة تطوير الامتحانات، الاستطلاعات وأدوات التقييم، تشمل كتابة مئات الاسئلة. لدى رئيس المنتدى صلاحيّة تحديد البنود التي يريد إحالتها للاستشارة، وكذلك الصلاحيّة في إختيار أيّ مِن الأعضاء يستشير. أمّا لدى أعضاء المنتدى الصلاحيّة برفع "إشارة تحذيريّة" في الحالات التي لم تًجرَ فيها مُلاءَمة ثقافيّة، واقتراح التعديلات التي قد تمنع، أو تقلّل احتماليّة المساس بفئات مختلفة في المجتمع الإسرائيليّ. تفحص راما مُقترحات الأعضاء، وتحاول قدر استطاعتها تذويتها وتطبيقها مع الحرص على عدم المساس بجوهر التقييم وإتاحة المقارنة بين الفئات المختلفة في المجتمع الإسرائيليّ بشكلٍ خاصّ وفي العالم بشكلٍ عامّ.
الحدود
يحقّ لأعضاء المنتدى رفع "إشارات تحذيريّة" تتعلّق بالمُلاءَمة الثقافيّة لأدوات التقييم، لكنهم لا يستطيعون أن يتدخّلوا في سيرورة التطوير وفي عمل طاقم التطوير. القرار النهائيّ في مختلف المسائل يعود لراما حصرًا. لا ينشغل المنتدى بالمُلاءَمات اللغويّة، إشكاليّات الترجمة، جودة الأسئلة أو طبيعة الأسئلة. نحن نؤمن بأنّ القيمة التي يُضفيها المنتدى تزداد كلّما انصبّ اهتمام الأعضاء وتركيزهم على ما يقدّمونه من ملاحظات. تعرض راما على أعضاء المنتدى تصوّرها حول الحدود التي تطبَّق المُلاءَمة الثقافيّة في نطاقها، والسياقات التي تستدعي المُلاءَمة، ونماذج لمُلاءَمات سابقة.
تواصل معنا
رئيسة مُنتدى المُلاءَمة الثقافيّة هي روت ألمليح. للتوجّه إلى المنتدى بأيّ ملاحظات، بما في ذلك ملاحظات حول صياغات غير مُلاءَمة ثقافيًّا، يمكنم التواصل مع مُنسّقة المنتدى، معيان زاوبرر، عبرالبريد الإلكترونيّ.
مُلحق: الخطوط العامّة لمفهوم المُلاءَمة الثقافيّة
المُلاءَمة الثقافيّة لأدوات التقييم ومن ضمنها النصوص، أسئلة الامتحانات، واستطلاعات المواقف، تتناول مُلاءَمة المضمون والصياغات مع الخلفية الثقافيّة والاجتماعيّة للفئة المقصودة في البحث: التلاميذ، المعلّمون، الأهل، مُديرو المدارس. جاءت هذه المُلاءَمة مِن أجل التأكّد مِن أنّ أدوات التقييم تفحص المعرفة والمهارات، أو مواقف المُمتحَنين، لا مدى إلمامهم بمجالات معرفيّة متنوّعة، أو بمعايير ثقافيّة محدّدة، أو خبرات حياتيّة سابقة، أو بأحداث تاريخيّة، أو شخصيّات معيّنة، وغير ذلك.
تحديد القضايا التي تتّسم بالحساسيّة ومُلاءَمتها للخلفيّة الثقافيّة لدى المُمتَحََنين هو مرحلة ضروريّة في تطوير أدوات تقييم تتسم بالمصداقيّة والإنصاف. بعد تحديد القضايا الحسّاسة، تستطيع راما إجراء مُلاءَمات مختلفة لضمان أن تكون أدوات التقييم ذات قيمة تشخيصيّة متكافئة لدى مختلف الفئات، وبالتالي يفحص التقييم نفس الشيء لدى جميع الفئات. وهكذا، بواسطة تعديلات تُعدّ في الغالب طفيفة، نضمن عدم تأثير السمات الثقافيّة على فهم النصّ أو السؤال، وبالتالي على الإجابة.
فيما يلي بعض الأمثلة على حالات تستدعي مُلاءَمة ثقافيّة لأدوات التقييم:
- وحدة امتحان تتناول مجالًا معرفيًّا غير مألوف لمجتمع معيّن قد تؤدّي إلى الإقصاء والتحيّز. مثلًا، وحدة تتناول استخدام وسائل النقل العامّ، وتتطلّب تفسير خريطة خطوط المواصلات، قد تمنح أفضليّة للتلاميذ الساكنين في المدن المركزيّة في البلاد، حيث الاستخدام اليوميّ لوسائل النقل العام أكثر شيوعًا، وبذلك فإنّ هذه الأفضليّة لا تعود إلى مستوى مهاراتهم وإنّما لأنّها تتناول سياقًا معروفًا لمعايشتهم هذا الأمر.
- أسئلة في استبيانات تتعلق بأنشطة ترفيهيّة تحتاج إلى ميزانيّة مرتفعة، مثل السفر إلى الخارج، قد تكون غير مُراعية وغير مُنصِفة تجاه فئات سكانيّة من خلفيّات اجتماعيّة-اقتصاديّة ضعيفة.
- وحدة امتحان تتناول موضوعات يُفترض فيها ضمنًا أنّ نشأة الكون تعود لمليارات السنين (مثل وحدات تتعلّق بالأحافير أو الوقود الأحفوريّ)، قد تُحدث تحيّزًا أو مساسًا بالفئات التي تعتقد أنّ عمر الكون لا يتجاوز آلاف السنين.
- أسئلة في استبيانات تتعلّق بعادات دينيّة مختلفة، مثل عادات المجتمع اليهوديّ في الأعياد، قد تُحدث إقصاءً، أو تحيّزًا تجاه تلاميذ من خلفيّات مسلمة أو مسيحيّة أو علمانيّة.
- وحدات امتحان تتضمّن سياقًا لنشاط مشترك بين الأولاد والبنات، قد تُسبّب مساسًا بمجتمعات لا تسمح بمثل هذه اللقاءات في حياتها اليوميّة.
- أسئلة تتعلّق باستخدام الوسائل الرقميّة أو الإنترنت في البيت أو في المدرسة، قد تُسبب مساسًا بمجتمعات يُعتبر فيها هذا الاستخدام غير مقبول.
أدوات التقييم التي تطوّرها راما تنقسم إلى نوعين:
- أدوات مُعدّة في الأصل لجمهور معيّن: مثلًا، امتحان اللغة للصفّ الرابع يُطوَّر على حدة لكلّ من الناطقين باللغة العربيّة، والناطقين باللغة العبريّة، والناطقين باللغة العبريّة من الوسط الحريديّ؛ إذ يتولّى تطوير الامتحان طاقم تطوير مستقل، ولجنة توجيهيّة مخصّصة لكلّ فئة. تضمّ الطواقم أعضاء متخصّصين من ذُوي المعرفة الواسعة باللغة العربيّة/العبريّة، وبالفئة الاجتماعيّة المقصودة. مثلًا، يضمّ طاقم تطوير امتحان اللغة للحريديم، عضوات من هذا الوسط، يمتزن بمعرفة مُعمّقة بالوسط الحريديّ وبأساليب تدريس اللغة العبريّة فيه، كذلك تشارك في لجنة التوجيه المفتّشة المسؤولة عن تدريس العبريّة في الوسط الحريديّ.
- أدوات موحّدة يُفترض أن تلائم المجتمعات المختلفة، يُؤخذ بعين الاعتبار خلال تطويرها التنوّع القائم بين الفئات في المجتمع الإسرائيليّ والتي من المتوّقع أن تُشارك في الاستبيانات أو الامتحانات. مع التأكّد من عدم التحيّز في المضامين المختارة. هذه الحاجة موضوعة دائمًا نُصب أعين طاقم التطوير ولجنة التوجيه المُرافقة.
من المفترض أن يقدّم أعضاء المنتدى المشورة والدعم لراما في تقدير الحاجة إلى مُلاءَمة ثقافيّة، وأن يُبدوا رأيهم في القضايا التي يصعب على الطواقم اتّخاذ قرار فيها.

