ما هي دافعيّة التلميذ للنجاح؟ لماذا يجري التلميذ الامتحان بينما لا يحصل على علامة؟

تواجه راما تحدي دافعيّة التلاميذ في المشاركة في الامتحانات على امتداد السنوات في جميع أنواع التقييم، سواء التقييم القطريّ (امتحانات واستطلاعات انطلاقة) أو التقييم الدوليّ (امتحانات بيزا، بيرلز وتيمس PISA، PIRLS، TIMSS).

في راما، نحن نعتقد بأنّ الدافعيّة للمشاركة يجب أن تكون دافعيّة داخليّة، كجزء من مسؤوليّة التلميذ والتزامه، لا مقابل منفعة شخصيّة يحقّقها من الامتحان. من الصواب أن نوضّح للتلاميذ وبكلّ صدق أنّ الامتحان  يهدف إلى مساعدة المدرسة وجهاز التربية والتعليم في التحسّن والتقدّم، ولإظهار التحدّيات ومواطِن القوّة والضعف التي يواجهها المعلمون، ولمساعدة الأجيال الصاعدة على النجاح أكثر فأكثر. لا نرى أنّه من الصواب تقديم معلومات مغلوطة للتلاميذ بأنّ نتائج الامتحان ستُدرج في الشهادة، أو تؤثّر بأيّ شكل على مستقبلهم الشخصيّ. نعتقد بأنّ الصواب هو إدارة نظام الامتحانات بشفافيّة وانفتاح.

إلى جانب ذلك، يجب تذكير التلاميذ بأنّ المشاركة في التقييم الخارجيّ إلزاميّة،  والامتحان هو جزء من المتطلّبات الروتينيّة في المدرسة، مع كلّ ما يترتّب على ذلك. كما أنّ العمليّة التربويّة تهدف إلى غرس الإحساس بالمسؤوليّة والالتزام في نفس التلميذ، حتى بدون تحصيل أيّ منفعة شخصيّة على المدى القريب، وكذلك يجب أن يذوّتوا القيمة التربويّة للمشاركة الجادّة في الامتحان كجزء من بديهيّات الجهد المبذول في الدراسة. التعامل مع التلاميذ غير المشاركين في الامتحان يرجع للمدرسة، وفقًا للإجراءات المتّبعة في هذه الحالات.

من المهمّ الإدراك بأنّ الامتحانات  تقيس دائمًا قدرة التلميذ الذهنيّة مدمجةً بدافعيّته النفسيّة للنجاح. هناكدراسات تظهر أنّ الامتحانات التي لا تُمنح فيها علامة، أو لا تؤثّر مباشرة على مستقبل التلميذ، فإنّ للدافعيّة تأثيرًا أكبر على النتائج. لكندراسات أخرى تظهر وجود ارتباط مهمّ بين قدرة التلميذ ودافعيّته لبذل جهد في الامتحان الذي يقيس تلك القدرة. لذلك، لا توجد طريقة متّفق عليها (بحثيّة وسيكومتريّة) تسمح بفصل قدرة التلميذ عن دافعيّته لبذل جهد ووقت وللنجاح.

هذه القضيّة تشكّل تحدّيًا رئيسيًا ليس فقط لنا في راما، بل أيضًا لأكبر مراكز البحوث في العالم. مثلًا،  تناولت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية  (OECD) الموضوع بإسهاب في تقرير نتائج امتحانات PISA 2022، والتي لا تشمل أيضًا تقييمًا فرديًّا للتلميذ. بعد دراسة عدد من المؤشّرات مختلفة الدافعيّة، توصّل الباحثون إلى أنّ المؤشّرات تسمح بالفعل برصد زوايا مختلفة لتقييم قضيّة الدافعية، إلا أنّها لا تزال غير قابلة للفصل تمامًا عن قدرة التلميذ. لذلك، تتيح المؤشّرات المختلفة صورة أوسع لتفسير النتائج بدلًا من تقديم اقتراحات عمليّة لـ "تصحيح" النتائج.

في النهاية،  نرى أنّه من الصواب أن نحفّز الدافعيّة للمشاركة وبذل أقصى جهد في الامتحان من خلال الإقناع والالتزام، وشرح الهدف الحقيقيّ للامتحان. من المهمّ أيضًا استخدام مؤشّرات متنوّعة لقياس مستوى دافعيّة التلاميذ، التي تُعتبر دائمًا جزءًا مِن كلّ امتحانّ امتحان. لكن لا يجدر القيام بذلك من أجل "تصحيح" العلامات، بل لإعطائها سياقًا أوسع.